بين التحدي والإصرار
دقٌ الجرس بقوة فدلفت بين دقاته لأواصل مشواري. في الصف التاسع حاملاً الآلام والآمال بقلب صبور مٌجهد .. في البداية كان النشاط والفرح يتزايدان والأماني في تحصيل الدرجات العليا .. وفي خضم هذا النشاط أصبت بالتهاب اللوزتين,وحكم عليَّ الطبيب باستئصالها - كنت مترددا بين إجراء العملية والغياب عن المدرسة أياما أو أؤجل حرصاً على الحضور والاستفادة ! فتدخل الأهل وقرروا إجراء العملية , فلم أجد بُدَّان الاستلام . أجريت العملية , ولم احتمل الغياب يومان فقط ثم حضرت الى الصف , كنت متعبا - لاحظ المعلمون ذلك.. فأجبروني على الراحة.. فعدت أدراجي على مضض. عند الامتحان يُكرم المرء أو يهان .. دخلت امتحان الشهادة وتجاوزته بنسبة عالية ثم بدأت مرحلة الثانوية وبخطىً واثقة تجاوزت الصفين الاول والثاني وبنسبة عالية ايضاً- وتمر السنوات لأجد نفسي في الصف الثالث اخطط لامتحان الشهادة الثانوية وتحقيق الطموح الذي يراودني بدخول كلية الطب.. يا ترى هل ستشرق الشمس الأمل على قلبي وناطري. اجتهدت في الدراسة يحدوني الأمل على قلبي بعد حصولي للدرجات الرفيعة في المعدل التراكمي .. خطوات وسأصل- اتذكر دائما عبارة الوالدة وهي ترى للدرس الذي أثر على صحتي –كانت تقول: (الله يفكنا من هذا الامتحانات وترجع عصام الذي نعرفه!)_ وبعد اجتياز الامتحان وطلوع النتائج.. كانت على حسب ما آمله نجاح _بل نجاح باهر_ أحد اوائل مديريتي _ جريت نحو أمي فرحاً مستبشراً.. لمحت الاستبشار على محياي فابتسمت فنامت ليلتها قريرة العينين ونمت أنا في حضنها الدافئ وكانت ليلة رائعة حلمت فيها أحلاماً وردية . وفي الصباح الباكر استيقظت.. كان عليّ أن استعدّ لامتحانات القبول لتحقيق الحلم الثاني إلا وهو دخول كلية الطب . الأسرة سعيدة بابنها وواثقة من نجاحي حتى إنهم ليسمونني(الدكتور). وعند بدء امتحان القبول كنت اول الحاضرين تملؤنيٍ الفرحة والأمل المشرق وهناك من خلفي دعوات أمي التي لا تنقطع_ تحقق المطلوب وها أنا اليوم قد حجزت مقعدي في كلية الطب تخصص صيدلة سريرية , فلك الحمد ربي على ما أوليتني من نعمة وأكرمتني من فضل –وشكراً والدتي العزيزة .